طرح هذا السؤال في قسم المواضيع الإسلامية فأجبت عليه بثلاث رسائل فأحببت أن أجمعها في مقال واحد رجاء أن يقرأه المهتمون بهذا السؤال في منتدانا ويشاركوا بآرائهم العزيزة علي.
انتظرت كثيرا لعل أحدا يتطوع ويجيب عن هذا السؤال الملح في وقتنا الحالي فلم يجب أحد وهذا دليل على الحيرة التي نعيشها. فاجتهدت رأيي لعلني ألامس شيئا من الحقيقة وجعلت إجابتي في ثلاث رسائل ابتداءً لا انتهاءً وهي:
الرسالة الأولى: لاتبرر للظالمين جرائمهم
لقد بحثت في القرآن الكريم في عاقبة الظالمين فوجدت أن من أشد الناس عقوبة هم الظالمين وقد يعجل الله لهم عذابهم في الدنيا قبل الآخرة وإن الله يمهل ولا يهمل وإن من يبرر للظالمين أعمالهم فهو منهم وهذه الرسالة الأولى لنا وهي عدم تيرير الظلم أيا كانت صلتنا بالظالم وقد سقط تشافيز لأنه برر للقذافي ما يقوم به, وسقط غيره من الشخصيات المصرية لما انتقدوا المتظاهرين في ساحة التحرير وللقارىء أن يرجع إلى موقع : قوائم العار على هذا الرابط: http://el3ar.info/
حيث ضم مجموعة من مؤيدي النظام السابق.
فرسالتي الأولى في هذا الوضع الراهن: عدم تبرير الظلم وكلنا لو فكر قليلا لميز الظالم من المظلوم.
الرسالة الثانية: التغيير
ورد التغيير في القرآن الكريم أكثر من مرة ولكن بمعنى تغيير حال الأمم فقد ورد مرتين:
الأولى في سورة الأنفال حيث قال الله تعالى: {كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَفَرُواْ بِآيَاتِ اللّهِ فَأَخَذَهُمُ اللّهُ بِذُنُوبِهِمْ إِنَّ اللّهَ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقَاب}{ذَلِكَ بِأَنَّ اللّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ وَأَنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيم}{كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَذَّبُواْ بآيَاتِ رَبِّهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُم بِذُنُوبِهِمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَونَ وَكُلٌّ كَانُواْ ظَالِمِين} الأنفال 52 -54. وهذا تغيير من الحسن إلى السيء وسبب التغيير عدم حفاظهم على نعم الله بل ومحاربة دين الله تعالى.
الثاني في سورة الرعد حيث قال الله تعالى: {لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَال}[الرعد:11] وهو تغيير من السيء إلى الحسن وهو مرهون بعودة الناس حكاما ومحكومين للعمل بشرع الله سبحانه وتعالى.
ومحور هذا التغيير في كلا الحالتين هم الشباب لذلك كان التركيز من كلا الطرفين التخريبي والإصلاحي على هؤلاء الشباب ومما يذكر هنا أن النبي صلى الله عليه وسلم نصر بالشباب وخذله الشيوخ.
فرسالتي الثانية إلى الشباب: أنتم أداة التغيير ومحركها الأساسي والمستفيدين منه فلا تضيعوا أعماركم وأوقاتكم في الملهيات وتغفلوا عن بناء الملكات والتفوق وبناء الوعي الصحيح المستند على القرآن والسنة والعلم الصحيح.
الرسالة الثالثة: هشاشة النظم المستبدة
تبين لي من خلال تحليلي للأحداث التي عصفت ببعض المستبدين في البلاد العربية أن المستبد مهما امتلك من قوات وعتاد فهو ضعيف وإن مصدر هذه القوة هو حلم الشعوب عليه وخوفهم من إراقة الدماء وإثارة الفتن والمستبد كما ذكر الكواكبي ترتعد فرائصه- أطرافه- من العلم والعلماء فالذي يحرك الثورات ويقودها هم الشباب المتعلم وليس الكهول أو الجهال, فالشباب عرفوا أن مصدر قوة النظام أجهزته الأمنية فأغرقوها في طوفانهم ففقد رجال أمن المستبد مراكزهم وصاروا كمن يحاول تغطية الشمس بغربال وحتما من يقاتل لأجل كرسي الحكم ليس كمن يقاتل لينال حريته ويطهر تراب وطنه من الأرجاس, فالإيمان بالفكرة والاقتناع بجدواها دافع كبير للتضحية من أجلهاوتحقيق ما نظنه مستحيلاً فرجال الأمن مهما بلغوا في العدد لا يمكن أن يصمدوا في وجه شعوب تتوق إلى الحرية:
إذا الشعب يوما أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر
ولابد لليل أن ينجلي ولابد للقيد أن ينكسر
ومن يتهيب صعود الجبال يعش أبد الدهر بين الحفر
وهذا يذكرني بعصا سليمان عليه السلام فلولا أن أكلتها الآرضة- نوع من الدود - لما تبين للجن أنه ميت منذ زمن بعيد, واليوم لولا هذا التساقط السريع في بنية الأنظمة المستبدة لما تبين لنا حجم الهشاشة في هذه الأنظمة فرحم الله الشاب البوعزيزي الذي أزكى الله بروحه لهيب الثورة فاستحالت ناراً أشعلت الحطب في أجساد المستبدين من المحيط إلى الخليج وأيقظت الأمل في شباب العالم الحر أجمع. فلك الرحمة والغفران ولأهلك الصبر والسلوان.
انتظرت كثيرا لعل أحدا يتطوع ويجيب عن هذا السؤال الملح في وقتنا الحالي فلم يجب أحد وهذا دليل على الحيرة التي نعيشها. فاجتهدت رأيي لعلني ألامس شيئا من الحقيقة وجعلت إجابتي في ثلاث رسائل ابتداءً لا انتهاءً وهي:
الرسالة الأولى: لاتبرر للظالمين جرائمهم
لقد بحثت في القرآن الكريم في عاقبة الظالمين فوجدت أن من أشد الناس عقوبة هم الظالمين وقد يعجل الله لهم عذابهم في الدنيا قبل الآخرة وإن الله يمهل ولا يهمل وإن من يبرر للظالمين أعمالهم فهو منهم وهذه الرسالة الأولى لنا وهي عدم تيرير الظلم أيا كانت صلتنا بالظالم وقد سقط تشافيز لأنه برر للقذافي ما يقوم به, وسقط غيره من الشخصيات المصرية لما انتقدوا المتظاهرين في ساحة التحرير وللقارىء أن يرجع إلى موقع : قوائم العار على هذا الرابط: http://el3ar.info/
حيث ضم مجموعة من مؤيدي النظام السابق.
فرسالتي الأولى في هذا الوضع الراهن: عدم تبرير الظلم وكلنا لو فكر قليلا لميز الظالم من المظلوم.
الرسالة الثانية: التغيير
ورد التغيير في القرآن الكريم أكثر من مرة ولكن بمعنى تغيير حال الأمم فقد ورد مرتين:
الأولى في سورة الأنفال حيث قال الله تعالى: {كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَفَرُواْ بِآيَاتِ اللّهِ فَأَخَذَهُمُ اللّهُ بِذُنُوبِهِمْ إِنَّ اللّهَ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقَاب}{ذَلِكَ بِأَنَّ اللّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ وَأَنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيم}{كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَذَّبُواْ بآيَاتِ رَبِّهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُم بِذُنُوبِهِمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَونَ وَكُلٌّ كَانُواْ ظَالِمِين} الأنفال 52 -54. وهذا تغيير من الحسن إلى السيء وسبب التغيير عدم حفاظهم على نعم الله بل ومحاربة دين الله تعالى.
الثاني في سورة الرعد حيث قال الله تعالى: {لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَال}[الرعد:11] وهو تغيير من السيء إلى الحسن وهو مرهون بعودة الناس حكاما ومحكومين للعمل بشرع الله سبحانه وتعالى.
ومحور هذا التغيير في كلا الحالتين هم الشباب لذلك كان التركيز من كلا الطرفين التخريبي والإصلاحي على هؤلاء الشباب ومما يذكر هنا أن النبي صلى الله عليه وسلم نصر بالشباب وخذله الشيوخ.
فرسالتي الثانية إلى الشباب: أنتم أداة التغيير ومحركها الأساسي والمستفيدين منه فلا تضيعوا أعماركم وأوقاتكم في الملهيات وتغفلوا عن بناء الملكات والتفوق وبناء الوعي الصحيح المستند على القرآن والسنة والعلم الصحيح.
الرسالة الثالثة: هشاشة النظم المستبدة
تبين لي من خلال تحليلي للأحداث التي عصفت ببعض المستبدين في البلاد العربية أن المستبد مهما امتلك من قوات وعتاد فهو ضعيف وإن مصدر هذه القوة هو حلم الشعوب عليه وخوفهم من إراقة الدماء وإثارة الفتن والمستبد كما ذكر الكواكبي ترتعد فرائصه- أطرافه- من العلم والعلماء فالذي يحرك الثورات ويقودها هم الشباب المتعلم وليس الكهول أو الجهال, فالشباب عرفوا أن مصدر قوة النظام أجهزته الأمنية فأغرقوها في طوفانهم ففقد رجال أمن المستبد مراكزهم وصاروا كمن يحاول تغطية الشمس بغربال وحتما من يقاتل لأجل كرسي الحكم ليس كمن يقاتل لينال حريته ويطهر تراب وطنه من الأرجاس, فالإيمان بالفكرة والاقتناع بجدواها دافع كبير للتضحية من أجلهاوتحقيق ما نظنه مستحيلاً فرجال الأمن مهما بلغوا في العدد لا يمكن أن يصمدوا في وجه شعوب تتوق إلى الحرية:
إذا الشعب يوما أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر
ولابد لليل أن ينجلي ولابد للقيد أن ينكسر
ومن يتهيب صعود الجبال يعش أبد الدهر بين الحفر
وهذا يذكرني بعصا سليمان عليه السلام فلولا أن أكلتها الآرضة- نوع من الدود - لما تبين للجن أنه ميت منذ زمن بعيد, واليوم لولا هذا التساقط السريع في بنية الأنظمة المستبدة لما تبين لنا حجم الهشاشة في هذه الأنظمة فرحم الله الشاب البوعزيزي الذي أزكى الله بروحه لهيب الثورة فاستحالت ناراً أشعلت الحطب في أجساد المستبدين من المحيط إلى الخليج وأيقظت الأمل في شباب العالم الحر أجمع. فلك الرحمة والغفران ولأهلك الصبر والسلوان.