العمر
عدد المساهمات
من طرف advance الأحد مارس 06, 2011 7:06 pm
السلام عليكم هذا الموضوع منقول عن منتديات مكتوب
فتنة خلق القرآن الكريم والإمام الصابر المحتسب
أحمد بن حنبل رضى الله عنه.
نسبه ومولده:
هو الإمام الصابر المحتسب أبو عبدالله أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد بن إدريس بن عبدالله بن حيان بن عبدالله بن أنس بن عوف بن قاسط بن مازن الشيباني جئ به من مرو حملاً فولد في ربيع الأول سنة أربع وستين ومائة من الهجرة, ببغداد سلالة عربية.
طلبه للعلم ومكانته العلمية:
طلب الإمام أحمد العلم وهو صغير ورحل في سبيل تحصيله إلى الآفاق وقطع الفيافي والقفار وطاف البلدان الإسلامية شرقاً وغرباً وأثنى عليه العلماء كثيراً وأعترفوا بمكانته العلمية في الحديث وعلله ورجاله ونبوغه في كافة العلوم حتى صار إمام أهل السنة في زمانه بلا منازع,كما صار في الفقه من الأئمة الأعلام الذين يعتبر ويعتد بأقوالهم في الفقه وفي معرفة الحلال والحرام إلى جانب ما اشتهر به من التمسك بالسنة والزهد والورع وإليه ينسب المذهب الحنبلي ,أحد المذاهب الفقهية الصحيحة الذي سارت عليه العديد من البلدان الإسلامية في أحكامها القضائية وسار عليه العديد من فقهاء وعلماء الأمة الإسلامية في فتواهم الشرعية لجميع شئون حياة وأمورها الفقهية والدينية ,كما أنه صاحب المدرسة الحنبلية للفقه الإسلامي التي تخرج منها العديد من العلماء والفقهاء في شتئ البلدان الإسلامية منذ وفاته وحتى الآن .
فعن أبي زرعة قال كان أحمد بن حنبل يحفظ ألف ألف حديث قيل له وما يدريك؟ قال ذاكرته فأخذت عليه الأبواب.
محنة خلق القرآن الكريم:
ظهرت فتنة خلق القرآن الكريم في زمن الإمام أحمد بن حنبل رضى الله عنه فكان أول من أمتحن بها كثيراً, حيث طلب إلى مجلس المعتصم وطلب منه أن يجيبهم إلى القول بخلق القرآن الكريم فلم يفعل ورفض ذلك القول, فأوذي من قبل بعض العباسيين وضرب حتى أغمى عليه, وحبس ولكنه مع ذلك صبر وثبت على ذلك محتسباً الأجر والمثوبة من الله عزوجل.
عن ميمون بن الأصبغ قال : كنت ببغداد فسمعت ضجة فقلت: ماهذا؟ فقالوا: أحمد بن حنبل يمتحن, فدخلت, فلما ضرب سوطاً قال: بسم الله, فلما ضرب الثاني, قال لا حول ولا قوة إلاَّ بالله فلما ضرب الثالث, قال: القرآن كلام الله غير مخلوق, فلما ضرب الرابع قال(قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا) فضرب تسعة وعشرين سوطاً وكانت تكة أحمد حاشية ثوب, فانقطعت فنزل السراويل إلى عانته فرمى أحمد طرفه إلى السماء وحركَّ شفتيه, فما كان بأسرع أن بقي السراويل لم ينزل, فدخلت إليه بعد سبعة أيام فقلت : يا أبا عبدالله رأيتك تحرك شفتيك فأي شئ قلت؟ قال : قلت: الله إني أسألك باسمك الذي ملأت به العرش إن كنت تعلم إني على الصواب فلا تهتك لي سراً.
كنوزه العلمية والفقهية:
من كنوزه العلمية والفقهية العظيمة التى خلفها لنا كتابه(المسند)الذي لم يوجد له نظير في زمنه وكتاب(السنِّة) وكتاب (معرفة الصحابة) وكتاب(الأشربة) وغيرها من المصنفات العظيمة.
وفاته:
توفي سنة(241هـ) ببغداد وقد استكمل سبعاً وسبعين سنة.
قال المروزي : مرض أبو عبدالله ليلة الأربعاء لليلتين خلتا من شهر ربيع الأول سنة إحدوأربعين ومائتين ومرض تسعة أيام وتسامع الناس فأقبلوا لعيادته ولزموا الباب الليل والنهار يبيتون فربما أذن للناس فيدخلون أفواجاً يسلمون عليه فيرد عليهم بيده.
رحمه الله تعالى وجزاءه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء.
