من طرف محمد الخضر الجمعة أغسطس 19, 2011 4:17 am
أخي أحمد لاشك أن الفهم الخاطىء للدين أحد الأسباب وليس كلها وهذا ما قلته. وأنا أعطيك مثال يقع فيه كثير من الناس وهو يتعلق بمسألة القضاء والقدر فتجد أكثرنا إذا فشل في عمل ما أو دراسة وما شابههما يقول لك قضاء وقدر, أو هيك الله بدو وكأن الله يريد لنا الفشل ويمنع عنا النجاح فهذا الشخص حتى يهرب من تحمل المسؤلية يرمي فشله وعدم تخطيطه الجيد على القدر مع أن وقوع الأشياءوفق علم الله السابق لايعني أن الله جبرنا عليها وإلا لما كان حساب, ولكن الله علم ما سنفعله في المستقبل فكتبه علينا, كما لو كنا في مدرسة فالمعلم بما عنده من علم يتوقع أنك ستنجح ويدون ذلك عنده كملاحظة ويتوقع لزميلك الرسوب ويكتب هذا عنده ولكن دون أن يتدخل بصفة شخصية فإذا جاءت آخر السنة نجحت ورسب زميلك فيصح ما دونه المعلم في كراسته من أول السنة فهل نقول أن المعلم هو نجحك ورسب زميل؟! طبعا هذا الكلام لايصح فما بذله كل واحد منكما طوال السنة وأخذه بأسباب النجاح هو سبب النتيجة. وتلاحظ أنك تقول أنا نجحت بجهودي ولأني درست بينما يقول زميلك حتى يبرر فشله أن المعلم رسبه, لأنه كتب ملاحظته من أول السنة.
هذا المثال ينطبق تماما على مسألة القضاء والقدر, لذلك كان يقول الشاعر محمد إقبال رحمه الله: إن المسلم هو الذي يصنع قدره.
والمثال الذي ضربته أنت صحيح تماما وهو ناشىء عن جعل هذه الأمور الخارقة لو وقعت حقيقة أساسا لتقييم الناس مع أن أساس التقييم في الإسلام هو التقوى والعمل الصالح فلو كان هذا الإنسان يمشي على الماء أو يطير في السماء وعمله يخالف قوله أو قول الناس عنه فهذا دجال أما إن وافق عمله قوله وتحققت له بعض الكرامات فهذه خصوصية له ولا تزيد في إيمان المؤمن شيئا إذا كان مؤمنا بالله حقا والولي أصلا يستحي من كرامته ولا يظهرها, أما إن اتخذ منها حديثا ومفخرة في دروسه فاعلم أنه أبعد ما يكون عن الصلاح والعلم وإنما هذه حكايا يستسخف بها عقول بعض الناس فيتبعوه وهذا موجود في كل عصر وزمان ولعل هؤلاء من تقصدهم, وهم يعتمدون في ترويج كذبهم ببعض الحيل الموجودة خاصة بعلم الكيمياء وانظر إلى بعض الهنود كيف يمشون على الجمر ويبلعون السيوف ويضربون أجسادهم بالسكاكين والسيوف فهل صاروا أولياء؟!
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه, وأرنا الباطل باطلا وألهمنا اجتنابه.