الذكاء العاطفي
هذه المداخلة حول موضوع الذكاء العاطفي. وموضوع الذكاء العاطفي حديث نسبياً في مجال التربية والتعليم. فقد بدأ في الولايات المتحدة الأمريكية قبل 20 عاماً تقريباً. وتتناول هذه المداخلة تعريفاً بموضوع الذكاء العاطفي وأهميته، وعلاقته بآلية عمل الدماغ وبعملية التعلم. وكذلك كيفية تعليم الذكاء العاطفي من حيث كونه منهاجاً مستقلاً أو بمكاملته بالمنهاج. كما تعرض المداخلة بداية لبحث إجرائي حول موضوع الذكاء العاطفي، تستهل المرحلة الأولى من البحث بتغيير أنماط السلوك لدى المتعلم.
أجزاء الدماغ وعلاقتها بعملية التعلم والذكاء العاطفي:
يتكون الدماغ من أجزاء مختلفة هي جذع الدماغ (Brain Stem)، والجهاز الحوفي (Limbic System)، ويتكون من الأميجدالا (Amygdala) وقرن آمون (Hippocampus)، والمخيخ (Cerebellum)، والمهاد (Thalamus)، وتلافيف الدماغ (Cerebrum)، والقشرة الجديدة (Neocortex)، والفص الأمامي (Frontal Loop)، كما يظهر في الشكل أدناه أيضاً النخاع الشوكي (Reptilian Brain). ويعتبر فهم أجزاء الدماغ مهماً لفهم العملية التعليمية التعلمية، وكذلك فهم المقصود بالذكاء العاطفي.
(Doty, G, 2001: 100)
تدخل المعلومات إلى الدماغ عبر الأحاسيس المختلفة: السمع، والبصر، واللمس. وتنتقل هذه الأحاسيس إلى المهاد. وقد اكتشف حديثاً أن هناك طريقين منفصلين تنتقل فيهما هذه المعلومات: من المهاد إلى الجهاز الحوفي، ومن المهاد إلى القشرة الجديدة. وقد وجد أن الطريق التي تسلكها المعلومات من المهاد إلى الجهاز الحوفي أقصر وأسرع من تلك التي تسلكها إلى القشرة الجديدة، ما يتيح للجهاز الحوفي الفرصة للاستجابة بصورة أسرع وقبل تدخل القشرة الجديدة.
يعتبر الجهاز الحوفي مركز التعلم والذاكرة. فقرن أمون مسؤول عن إدراك المعلومة بينما تقوم الأميجدالا بإحداث الانفعال المرافق لها. وكل معلومة تختزن مقترنة بالعاطفة الخاصة بها. وكمثال لتوضيح ذلك: افترض أن شخصاً ما يخاف كثيراً من صوت النحلة، وما أن يسمع صوت النحلة حتى يحرك يديه في محاولة لإبعادها عنه ويبدأ بالركض. ما أن يسمع هذا الشخص صوتاً يشبه صوت النحلة حتى تبدأ الأميجدالا بإثارة كافة أجزاء الجسم محدثة حالة الخوف. فترسل رسائل عاجلة إلى معظم أجزاء المخ، وتجند مراكز الحركة، وتنشط الجهاز الدوري والعضلات والقناة الهضمية. كما تبعث بإشارات إضافية إلى جذع المخ فيظهر على الوجه تعبير الفزع وتتسارع ضربات القلب ويرتفع ضغط الدم ويبطئ التنفس.
إذاً يمكن أن يحدث الانفعال في أجزاء الجسم كافة دون التحقق من كون هذا الصوت هو صوت نحلة. وتعتبر هذه الاستجابة السريعة ضرورية في بعض الحالات؛ مثل أن تكون حياة الشخص أو من يحب مهددة بالخطر. وهناك الكثير من القصص التي عملت فيها هذه الاستجابة السريعة على إنقاذ حياة الشخص.
وعلى الرغم من أهميتها، فإنها قد تكون في كثير من الأحيان سلبية. فقد يحدث خطأ في الإدراك ولا يكون هناك حاجة لحدوث الانفعال المرافق. فإذا ما تباطأ الشخص قليلاً، وكلمة قليلاً يمكن أن تكون 6 ثوانٍ حسب الدراسات في هذا المجال، يسمح ذلك للمعلومة بالوصول إلى القشرة الجديدة في مركز التفكير الذي يتميز به الإنسان عن غيره من الكائنات الحية. وفي حالة وصول المعلومة إلى القشرة الجديدة، تصبح الاستجابة مدروسة، ويعمل الفص الأمامي فيها الذي يتصل بشبكة من الأعصاب بالأميجدالا على كبح جماح الانفعالات وإحداث الاستجابة المناسبة.
إذاً، لا بد لنا من أن نمنح أنفسنا وقتاً للتفكير قبل الانفعال، وهذا ما يميزنا كبشر ويجعلنا أكثر مسؤولية عن أفعالنا. وكما ذكرت سابقاً، فإن فهمنا لعمل الدماغ مهم لعملية التعلم بشكل خاص، وللعملية التعليمية التعلمية بشكل عام. فهناك –مثلاً- أهمية مراعاة أنماط التعلم في التعليم وما يتبعها من تنويع التقييم. وهناك أيضاً أهمية طرح أسئلة مثيرة للتفكير، وربط التعلم بالعاطفة، وعملية التأمل الضرورية لكل من المعلم والطالب لإعادة النظر في أدائه. وبالنسبة لنا هنا هي ضرورية لفهمنا للذكاء العاطفي.
الذكاء العاطفي:
يمكن أن نعرِّف الذكاء العاطفي بأنه المقدرة على ضبط انفعالاتنا وتوظيفها من أجل تعظيم قدرتنا وفاعليتنا الشخصية على اتخاذ القرار المناسب، كردة فعل لهذه الانفعالات. فهو يتضمن ضبط العواطف، وإيجاد العواطف المناسبة عند الحاجة لها. وكذلك تغيير أنماط السلوك المتعلمة.
كما هو واضح من التعريف، فإن الذكاء العاطفي يعني -حسب وصفنا لآلية عمل الدماغ- عدم إعطاء الفرصة للأميجدالا لتولي زمام الأمور، والسماح للقشرة الجديدة بالتدخل لتكون استجاباتنا مدروسة قدر الإمكان وليست تلقائية. وللذكاء العاطفي ارتباط وثيق بعملية التعلم. ويبين الشكل أدناه ارتباط الذكاء العاطفي وتعلم كيف نتعلم بكل من متوالية التعلم، وعملية التعلم، ومستويات التعلم.
متوالية التعلم
العاطفة
التفكير
الفعل
الذاكرة
العاطفة
عملية التعلم الذكاء العاطفي مستويات التعلم
أنماط التعلم وتعلم كيف نتعلم البيئة (أين ومتى؟)
أنماط التفكير السلوك (ماذا؟)
استراتيجيات التعلم المقدرة (كيف؟)
الاعتقاد (لماذا؟)
الهوية (من؟)
الروحانية (المحتوى)
هذه المداخلة حول موضوع الذكاء العاطفي. وموضوع الذكاء العاطفي حديث نسبياً في مجال التربية والتعليم. فقد بدأ في الولايات المتحدة الأمريكية قبل 20 عاماً تقريباً. وتتناول هذه المداخلة تعريفاً بموضوع الذكاء العاطفي وأهميته، وعلاقته بآلية عمل الدماغ وبعملية التعلم. وكذلك كيفية تعليم الذكاء العاطفي من حيث كونه منهاجاً مستقلاً أو بمكاملته بالمنهاج. كما تعرض المداخلة بداية لبحث إجرائي حول موضوع الذكاء العاطفي، تستهل المرحلة الأولى من البحث بتغيير أنماط السلوك لدى المتعلم.
أجزاء الدماغ وعلاقتها بعملية التعلم والذكاء العاطفي:
يتكون الدماغ من أجزاء مختلفة هي جذع الدماغ (Brain Stem)، والجهاز الحوفي (Limbic System)، ويتكون من الأميجدالا (Amygdala) وقرن آمون (Hippocampus)، والمخيخ (Cerebellum)، والمهاد (Thalamus)، وتلافيف الدماغ (Cerebrum)، والقشرة الجديدة (Neocortex)، والفص الأمامي (Frontal Loop)، كما يظهر في الشكل أدناه أيضاً النخاع الشوكي (Reptilian Brain). ويعتبر فهم أجزاء الدماغ مهماً لفهم العملية التعليمية التعلمية، وكذلك فهم المقصود بالذكاء العاطفي.
(Doty, G, 2001: 100)
تدخل المعلومات إلى الدماغ عبر الأحاسيس المختلفة: السمع، والبصر، واللمس. وتنتقل هذه الأحاسيس إلى المهاد. وقد اكتشف حديثاً أن هناك طريقين منفصلين تنتقل فيهما هذه المعلومات: من المهاد إلى الجهاز الحوفي، ومن المهاد إلى القشرة الجديدة. وقد وجد أن الطريق التي تسلكها المعلومات من المهاد إلى الجهاز الحوفي أقصر وأسرع من تلك التي تسلكها إلى القشرة الجديدة، ما يتيح للجهاز الحوفي الفرصة للاستجابة بصورة أسرع وقبل تدخل القشرة الجديدة.
يعتبر الجهاز الحوفي مركز التعلم والذاكرة. فقرن أمون مسؤول عن إدراك المعلومة بينما تقوم الأميجدالا بإحداث الانفعال المرافق لها. وكل معلومة تختزن مقترنة بالعاطفة الخاصة بها. وكمثال لتوضيح ذلك: افترض أن شخصاً ما يخاف كثيراً من صوت النحلة، وما أن يسمع صوت النحلة حتى يحرك يديه في محاولة لإبعادها عنه ويبدأ بالركض. ما أن يسمع هذا الشخص صوتاً يشبه صوت النحلة حتى تبدأ الأميجدالا بإثارة كافة أجزاء الجسم محدثة حالة الخوف. فترسل رسائل عاجلة إلى معظم أجزاء المخ، وتجند مراكز الحركة، وتنشط الجهاز الدوري والعضلات والقناة الهضمية. كما تبعث بإشارات إضافية إلى جذع المخ فيظهر على الوجه تعبير الفزع وتتسارع ضربات القلب ويرتفع ضغط الدم ويبطئ التنفس.
إذاً يمكن أن يحدث الانفعال في أجزاء الجسم كافة دون التحقق من كون هذا الصوت هو صوت نحلة. وتعتبر هذه الاستجابة السريعة ضرورية في بعض الحالات؛ مثل أن تكون حياة الشخص أو من يحب مهددة بالخطر. وهناك الكثير من القصص التي عملت فيها هذه الاستجابة السريعة على إنقاذ حياة الشخص.
وعلى الرغم من أهميتها، فإنها قد تكون في كثير من الأحيان سلبية. فقد يحدث خطأ في الإدراك ولا يكون هناك حاجة لحدوث الانفعال المرافق. فإذا ما تباطأ الشخص قليلاً، وكلمة قليلاً يمكن أن تكون 6 ثوانٍ حسب الدراسات في هذا المجال، يسمح ذلك للمعلومة بالوصول إلى القشرة الجديدة في مركز التفكير الذي يتميز به الإنسان عن غيره من الكائنات الحية. وفي حالة وصول المعلومة إلى القشرة الجديدة، تصبح الاستجابة مدروسة، ويعمل الفص الأمامي فيها الذي يتصل بشبكة من الأعصاب بالأميجدالا على كبح جماح الانفعالات وإحداث الاستجابة المناسبة.
إذاً، لا بد لنا من أن نمنح أنفسنا وقتاً للتفكير قبل الانفعال، وهذا ما يميزنا كبشر ويجعلنا أكثر مسؤولية عن أفعالنا. وكما ذكرت سابقاً، فإن فهمنا لعمل الدماغ مهم لعملية التعلم بشكل خاص، وللعملية التعليمية التعلمية بشكل عام. فهناك –مثلاً- أهمية مراعاة أنماط التعلم في التعليم وما يتبعها من تنويع التقييم. وهناك أيضاً أهمية طرح أسئلة مثيرة للتفكير، وربط التعلم بالعاطفة، وعملية التأمل الضرورية لكل من المعلم والطالب لإعادة النظر في أدائه. وبالنسبة لنا هنا هي ضرورية لفهمنا للذكاء العاطفي.
الذكاء العاطفي:
يمكن أن نعرِّف الذكاء العاطفي بأنه المقدرة على ضبط انفعالاتنا وتوظيفها من أجل تعظيم قدرتنا وفاعليتنا الشخصية على اتخاذ القرار المناسب، كردة فعل لهذه الانفعالات. فهو يتضمن ضبط العواطف، وإيجاد العواطف المناسبة عند الحاجة لها. وكذلك تغيير أنماط السلوك المتعلمة.
كما هو واضح من التعريف، فإن الذكاء العاطفي يعني -حسب وصفنا لآلية عمل الدماغ- عدم إعطاء الفرصة للأميجدالا لتولي زمام الأمور، والسماح للقشرة الجديدة بالتدخل لتكون استجاباتنا مدروسة قدر الإمكان وليست تلقائية. وللذكاء العاطفي ارتباط وثيق بعملية التعلم. ويبين الشكل أدناه ارتباط الذكاء العاطفي وتعلم كيف نتعلم بكل من متوالية التعلم، وعملية التعلم، ومستويات التعلم.
متوالية التعلم
العاطفة
التفكير
الفعل
الذاكرة
العاطفة
عملية التعلم الذكاء العاطفي مستويات التعلم
أنماط التعلم وتعلم كيف نتعلم البيئة (أين ومتى؟)
أنماط التفكير السلوك (ماذا؟)
استراتيجيات التعلم المقدرة (كيف؟)
الاعتقاد (لماذا؟)
الهوية (من؟)
الروحانية (المحتوى)