كثيرا ما يخطئ في فهم معنى تقدير الذات صنفان من الناس :
1 / صنف يرفضه متوهما أنه يعني تبجيل المرء نفسه وإعجابه بها وتكبره على غيره
2 / يقبله ويتوسع فيه فيجعل فيه ماليس منه كالأنانية وحب الذات إلى درجة الغرور والإعجاب الزائد بها والولع بطلب الثناء المتواصل عليها مع التلذذ بتعداد محاسنها وتفوقها وسبقها وإنجازاتها وأفضليتها
كلا هذين الصنفين لم يصب حقيقة معنى تقدير الذات
معنى تقدير الذات
حسن تقييم المرء لنفسه وما تستحقه من القبول والاحترام
والتقدير غير المشروط برضا الآخرين أو تحقيق إنجازات
تحدد مقدار هذا التقدير
وهو وسط بين الإعجاب بالذات وبين احتقارها
أهمية تقدير الذات
· كم من شخص تقديره لذاته حسن ورؤيته لنفسه ايجابية معتدلة باتزان فكان ذلك سببا في تحقيقه النجاح والانجازات وتجاوزه الصعاب والعقبات وان لم يكن لديه وفرة ذكاء ولا مؤهلات علمية ونحوها
· وكم من شخص تقديره لذاته ضعيف يحقر نفسه ويبخسها حقها من الاحترام والتقدير والاهتمام فكان ذلك سببا في معاناته وفشله في كثير من امور حياته رغم توفر كثير من القدرات والامكانات لديه
· وكم من شخص يبالغ في تقديره لذاته الى درجة الانانية والكبرياء والادعاء والغرور والغطرسة فيظلم غيره وربما اقحم نفسه فيما هو فوق طاقته وماليس في وسعه وقد يورط معه غيره بسبب عجبه بذاته
يعد تقدير الذات كالقاعدة في بناء الشخصية تقوم عليها الأركان
لقد أكدت الأبحاث النفسية أن تقدير المرء لذاته مرتبط ارتباطا وثيقا بكل نواحي شخصيته :
- بالأفكار والقناعات وطرق الاستنتاج والحكم على الواقع والنفس والناس
- بالحوار الداخلي مع الذات - الهواجس - والخيالات والتصورات عن الذات
- بالمشاعر والعواطف والمزاج ودرجة الرضا والسعادة
- بالمعنويات والحماس والدافعية تجاه المهام والهمة والعزيمة
- بالطموحات والأحلام والرؤية المستقبلية ورؤية الماضي والحاضر
- بالتوقعات وتصور الغايات والعقبات والفرص والمعوقات
- بالمبادرة والمثابرة والإصرار والمصابرة
- باتخاذ القرارات وتحمل التبعات ومواجهة الأزمات والتكيف معها
- بالسلوك والتصرفات والإنجازات
- بالعلاقات وأساليب التواصل الإنساني قولا وفعلا فكرا وشعورا وسلوكا
علامات انخفاض تقدير الذات وآثاره
1) فرط اتهام النفس بالنقص والتقصير وعدم الجدارة بالتقدير وشعور بالدونية مقارنة بالغير
2) تضخيم سلبيات الذات وعيوبها وتصغير إيجابياتها أو تقليلها أو إغفالها
3) غلبة التفكير السلبي التشاؤمي والسلوك الإحجامي ( التردد والهرب والانسحاب )
4) سيادة المشاعر السلبية ( الخجل والخزي والخوف والقلق والحزن وفرط اللوم للذات
5) ضعف التكيف مع الأزمات وسرعة الإحباط عند العقبات (خيبة أمل وعجز )
6) فرط المجاملة والاستسلام للآخرين والتبعية لهم والمبالغة في كسب رضاهم
7) فرط الحساسية من نقد الناس وملحوظاتهم عليه
علامات تضخم تقدير الذات وآثاره
1) الاعتداد الزائد بالنفس وتصور عظم قدرتها وكفاءتها في الأمور كلها حتى ما لا تحسنه منها وما هو فوق طاقتها
2) تضخيم إيجابيات الذات وقدراتها وتصغير سلبياتها أو التعامي عنها
3) غلبة التفاؤل المفرط والاندفاعية مع نقص الحذر والحيطة
4) قلة لوم الذات حتى عند الأخطاء والهفوات والنقص والتقصير
5) العناد والمجادلة وقوة الإصرار والتحدي
6) مصادمة الناس وكثرة مخالفتهم والولع بمنافستهم والتمتع بالتغلب عليهم قولا وفعلا
7) الأنفة الزائدة من النقد واعتبار الذات فوق النقد والدفاع عنها بقوة مع توهم سوء النية في المنتقد (ليتصور أن كل نقد له يقصد منه الحط من قدره ومكانته )
تــوصــيــــات لـتـطـويــــر الــــذات
1- تقبل ذاتك بقبول حسن على ما فيها من علات ونقص فالكمال فيك (كبشر) مستحيل اعترف بالنقص في ذاتك مع السعي في إصلاحه والتفت إلى إيجابياتها ومحاسنها ( مع السعي في تطويرها )
2- لا تربط قبولك لذاتك بقبول الآخرين لك فإن رضا الناس غاية لا تدرك وإن أرضيت فريقا في أمر سخط عليك آخرون فاجعل همك أن ترضي خالقك وأن تسعى في مصالح دنياك وأخراك
3- لا تعلق تقديرك لذاتك على إنجازات ( شهادات أو مال أو نحو ذلك ) فنفسك لها حق التقدير والكرامة بما فيها من خير وإيمان واتباع للرحمن حتى وإن لم يكن لديك ما لدى غيرك من متاع الدنيا
4- محص درجة تقديرك لذاتك وراجعها من حين إلى حين واحذر من الإفراط والتفريط خذ بها إلى الوسط كلما مالت إلى أحد الطرفين ( احتقار الذات الإعجاب بالذات )
5- اجعل ميزانك في تقديرك لذاتك كتاب الله وسنة محمد صلى الله عليه وسلم لا ميزان المجتمع ولا هوى النفس ولا غير ذلك
6- طور مهاراتك ومعلوماتك في تخصصك وفيما يهمك من أمور حياتك حسب حاجتك وما يحقق طموحاتك النابعة من دوافعك الحقيقية لا من توقعات مجتمعك لك
7- لا تركن إلى ماضيك وما فيه من إخفاقات ومعاناة أو نجاحات و إنجازات انظر إلى مستقبلك وبادر باغتنام حاضرك واستعن بالله ولا تعجز ولا تقل لو أني فعلت كذا لكان كذا
8- أنصف الناس من نفسك وأنصف نفسك من الناس قدر ما تستطيع ولا تجعل مقياس تقديرك لذاتك تقدمك على غيرك في أي أمر وطهر داخلك من الحسد فإنه يوهن تقديرك لذاتك كما أنه ينقص من حسناتك
ولكم محبتي