يسم الله الرحمن الرحيم
هذا ما الهمني حبر قلمي ان اكتبه على اول ورقة لي في منتدانا العزيز
في البداية أود أن أفتح هذا الموضوع من زاوية فكرية بحتة كمقاربة لما يعيشه مجتمعنا العربي في علاقته مع الغرب ،
فهذا الكم الهائل من المعارف و التكنولوجيا التي يشهدها العصر هي تحصيل حاصل للعقل المفكر و العبقرية و الإبداع
التي يتمتع بها الإنسان الغربي في بيئة مساعدة على ذلك …
وكما هو متعارف عليه أن ملكات العقل عند بني البشر واحدة، يبقى فقط الإشكال المهم هو كيفية توظيف هذه الملكات
لإنتاج أفكار؟… ، و في هذا الإطار بالذات يتفق معظم العباقرة و العلماء على أن العبقرية ما هي سوى نسـبة قليلة
من الإلهام و نسبة كبيرة جدا من الجهد و العمل لتوظيف تلك الأفكار و إنتاجها و تحصيلها في الواقع …
هذا التحصيل إذا كان في غير صالح المجتمع يصبح عالة على صاحبه …
فبالأمس القريب فقط استطاع هذا الغرب أن يتفاعل مع ثقافتنا و موروثنا الحضاري بطريقة ذكية جدا …
فدرس الأفكار و محصها و استفاد من الفكرة في حد ذاتها بعيدا عن قيمها وإيــديولوجـياتها،
و ما هي إلا أعوام و سنين حتى ملكها و أنتج أفكارا جديدة مواكبا للفكر و العقل المبدع المؤمن بقدراته،
فأنتج هذا الزخم الهائل من التكنـولوجيا التي أبهرتنا اليوم …لكننا في المقـابل أعدمنا العـقل
المفكر من البدايات الأولى للسقوط الحر نتيجة اللهو و الابتعاد عن مكـارم الأخلاق ، و عندما
نتحدث عن مكـارم الأخـلاق وجب علـينا إنصاف الحق بعيدا عن اللغو و الجـدل العقيم…
لأن رسالتنا الربانية من بدايتها انطلقت من كلمة " إقـرأ" ، و هي رسالة للعقل المفكر ، الذي وجب
عليه مواكبة العلـم بأطواره إلى يوم الدين …و لنجد كل الإجـابات وجـب علينا عكس القاعدة ...
فـرضا لو غـيرنا المعـادلة و أصبـح مجتمعنا العربـي هو من يملك هذه التكـنولوجيا في ظـل
الظـروف الراهنة التي يعيشها اليوم …فكيف سنـتعامل مع الغرب ومع أنفسنا؟
هي إشكالية للإجابة عليها وجب علينا الغوص في ذواتنا لنعرف قيمة العلم كمادة خام أولا،
و أن رسالتنا الربانية لا تتعارض أبدا مع العلم، بل يجب علينا أن نتعمق فيها لنعيد الحسابات
من جديد .
أحبـــتي في الله :
ما رأيـكم ؟
و هل يمكننا الإعتراف ، و إعادة الحسابات من جديد؟